هـمـسَـات
بقلم : محمد باي
وفجأة، وبدون يقين، انتشر خبر الزيارة الملكية لمدينة برشيد، والحدث ليس بالأمر العادي، لأنه ولأزيد من أربعة عقود، لم تطأ قدم عاهل مغربي مدينتنا، وبالتالي لم يتأتى لنا بعد فرصة اللقاء المباشر ليكون الحدث ذكرى ومنعطف. نعم، جلالة الملك لا يتردد بتاتا في تشييد وانجاز مشاريع ذات طابع إنساني، اجتماعي واقتصادي. والسؤال الذي قد نطرحه هل هناك بمدينتنا مشاريع تعجل بالزيارة الملكية؟
نتوارى لكي لا يعتقد أننا نتحامل أو أننا نحمل الاخرين ما لا يطاق، نهمس أحيانا بشيء من الواقعية وبعيدا عن الخيال، والخيال هو الاعتقاد بان يبارك وأن يزكي جلالته عبر التفاتة أو زيارة ميمونة.. فالمؤسسة الملكية تعرف متى وكيف ومن تزكي وتبارك. فحين يكون بالمدينة معلمة ، إرث حضاري متمثل في مستشفى الأمراض النفسية والعقلية، لم نرحم ذاك الإرث، بل تسلطنا عليه وعملنا على طمسه وتوزيعه وإقباره وتفتيته .ماذا لو اجتهدنا بكل ما نملك؟ أو ندعي أننا نملك، (النخوة على لخوا) وحافظنا عليه وجعنا بداخله مدارس وكليات للطب النفسي وطورنا المرافق التي كانت به، كنا سنجعل المدينة متميزة وحاضرة، وحتى الزيارات ستكون مضمونة عبر مناظرات ومحاضرات ولقاءات محلية ودولية، فالمغرب لوحده نصف سكانه يعانون من اضطرابات نفسية..
موارد جماعة برشيد محدودة والعيب انه صرفت أموال جد باهظة على منشاة لم نحافظ عليها، فلا يعقل ان يشيد مقر للجماعة بساحة الاستقلال بمستوى معماري جد رفيع ليتم التخلي عنها للتكوين المهني، ونشيد مقر فخم بمبالغ خيالية ليصبح مقرا للعمالة، ويتحول مقر الجماعة الى بناية تصلح لكل شيء إلا ان تكون مقرا للجماعة... القاعة المغطاة وملاعب القرب والمسابح ، فبدل ان نجعل منها وفيها فضاءات لممارسة الرياضات وإبراز واكتشاف وتطوير مهارات الشباب الرياضية والفنية ، قمنا بالتنازل عنها لشخص (جمعية) مما يعبر على استخفاف وتقصير في حق المنتخبين ، فلا يعقل أن يكون مشروع شخص / جمعية أقوى وأهم وأنضج من المنتخبين ؟؟ المدينة جزء من الدولة، والدولة لها ميزانيات متعددة، ومن المفروض عليها ان تقتني وتشيد إداراتها من محاكم ومعاهد وكليات ومستشفيات عمومية بالمدينة والجماعة واجب عليها ان تدير ممتلكاتها وتجعلها منتجة ومفيدة للساكنة. يتبع