الاحتجاجات التي شهدتها بعض المدن الكبرى يومي السبت و الأحد و الداعي لها شباب "جيل z " ، من الممكن أن تمتد لمدن أخرى لأن أسباب الاحتجاج مشتركة "تعليم ، صحة، شغل ...".
مسؤولي برشيد مطالبين بتدخلات إستباقية ، تزيل حالة الإحتقان و الغضب الذي يسود الجميع حول تردي الخدمات سواء بالمستشفى الإقليمي أو بالمستوصفات الصحية بالإقليم و التي تعاني من عدم كفاية الموارد البشرية "أطباء متخصصين، ممرضين..." و إنعدام التجهيزات الضرورية "سكانير، راديو..." ،فهاته المرافق العمومية الصحية كانت و لا تزال مجرد وسيط نحو مستشفى الحسن الثاني بسطات أو المستشفى الجامعي بالدارالبيضاء. في المقابل هناك انتعاشة للمصحات و العيادات الخاصة و مختبرات التحليلات الطبية و الفحص بالأشعة التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة فأصبح لكل حي مختبر، يجني أصحابه أموال مهمة من دافعي الضرائب الذين وجدوا "السكانير و الراديو خاسر في المستشفى العمومي".
أما بالنسبة للتعليم، فالجميع يلاحظ التقليص المتعمد للمدارس الابتدائية العمومية و حالات الإكتظاظ بالأقسام التي يعاني منها التلميذ و الأستاذ ، في المقابل توضع كل التسهيلات أمام المؤسسات الخاصة و خير دليل الكارثة التي وقعت بحي نسرين ، أرض مخصصة كحضانة يتم تحويلها لمدرسة خاصة للتعليم الإبتدائي و الإعدادي ضدا في القانون و في الساكنة المجاورة لها ، و مركب للصناعة التقليدية حُوِّل بطريقة قانونية كمؤسسة للتعليم العالي الخاص لكن أصبح الآن بطريقة غير قانونية مؤسسة للتعليم الخاص الإبتدائي و الإعدادي.
و بخصوص الشغل، فالشباب الذي كان ينال حظه من القطاع العام أصبح هذا الأخير رهن إشارة فقط المتقاعدين، الذين يتم التمديد لهم عوض فتح مباراة لتوظيف الأطر الشابة و هو الأمر الذي نجده بعمالة برشيد و بلدية برشيد كذلك.
المسؤول الناجح هو الذي يتخذ قرارات استباقية عوض الجلوس في مكتبه المكيف و انتظار الأزمات ، و التفاعل معها عبر عقد اجتماعات روتينية بلا جدوى.