**برشيد بريس**
الإنتخابات هي تلك الوسيلة التي نظر لها مفكرون غربيون للتدوال السلس للسلطة .وفي المغرب اجتررنا هذا النظام وعوض أن نطوره لما يوافق الهوية المغربية . تمت تجزئته وجعل الوسيلة غاية في حد ذاتها .فمن عيوب الإنتخابات في المغرب أن لها عقلية تبتدأ يوم إنطلاق الحملة وتنتهي بعد الإقتراع. خصوصا في المناطق القروية وشبه الحضرية حيت تسود القبيلة ومنطق ولد البلاد .
ففي خمس سنوات يخلق كل من إنتخب لمسؤولية إنتدابية ما ،عدوات وصراعات حتى أن المهتم يظن أنه لن يحصل على مقعد مرة أخرى. لكن ومع إقتراب موعد الانتخابات تنتفض عقليات الإنتخابات لتفرز لنا تسامح إنتخابي غريب .فيصير ذلك الذي كان يكيل السب والشتم للمرشح الفلاني يقوم معه بحملة إنتخابية، بل ويسهر على ربط مصالحات مع أطراف أخرى. ليقوي ذلك المرشح. تم تنتهي الإنتخابات وينضب وادي التسامح والمغفرة الإنتخابية .
إنها عقلية الإنتخابات، تصعب عملية التكهن بالنتائج. فكم من شخص كان يكره مرشح ولكن كارطونة من السكر حلت خاطره، وداب كعسل مع سمن المرشح.تحت شعار كاذب اللهم ولد البلاد .
والقول بعدم التقة في المرشح في فترة الدعاية بات متجاوزا بحكم عقلية الإنتخابات التي تسود في 12 يوم .وصار الأصح أن لا تقة في الناخبين في فترة الدعاية ويوم الإقتراع. هي عقلية الإنتخابات التي لا يوجد فيها تصويت عقابي .ولا مكان فيها للمحاسبة السياسية عبر صناديق الإقتراع .والدليل سيكون في نتائج الإنتخابات يوم 7 أكتوبر حيت أن تلاتة أرباع البرلمانين الحالين عن إقليم برشيد ستعلن إسمائهم فائزين !