** برشيد بريس / الحسن السعودي**
سكانير مدينة برشيد ... و الطريق إلى الموت
جميل جدا أن نشاهد و نجد مجتمعا مدنيا و سياسيين يقاتلون من أجل قضية واحدة تهم الساكنة ناهيك عن عقلية و تفكير كل شخص و كيف يرى تلك القضية و فيما يريد أن يستخدمها.
و خير مثال هو سكانير مدينة برشيد الذي قامت عليه ضجة كبيرة سابقا من أجل توفيره وإحضاره لساكنة الإقليم وهذا ما تحقق فعلا لولا تدخل المجتمع المدني أولا و السياسيين ثانيا.
لكن السؤال الأهم و الذي لا يعرفه لا الفاعلين الجمعويين و لا السياسيين ماذا بعد إحضار هذا السكانير للإقليم ؟؟ و من سيقوم بتشغيله ؟؟ و أين تقنييه ؟؟ و أين أطبائه ؟؟ وكيف سيتم تشغيله ؟؟ و السؤال الأكثر أهمية أين هي غرفة العناية المركزة داخل المستشفى التي ترافق السكانير ؟؟
فكما يعلم الجميع وجود سكانير بالمدينة يعني وجود غرفة العناية المركزة و هذا الأمر يستحيل توفيره حاليا بالمستشفى نظرا لصغره و لعدم توفره على قاعة كبيرة لذلك.
و من هنا أنا أقول أن هذا السكانير سيزيد في نسبة الوفيات بالمدينة و الله أعلم و ذلك لسبب واحد فقط، فكما يعلم الجميع أنه في حالة إصابة أي شخص على مستوى الرأس و تكون حالته حرجة مؤدية إلى غيبوبة فإنه يتوجب على الطبيب إدخال المريض إلى العناية المركزة حتى تستقر حالته و بعدها يقوم بالفحوصات و السكانير و الراديوهات و غيرها من أمور، و هنا الكارثة فعندما سيأتي المريض للمستشفى بمدينة برشيد و هو في حالة خطرة مثل حوادث السير و غيرها من الحالات هنا سيتوجب على الطبيب إخضاع المريض للسكانير و هذا الأمر يتطلب على الأقل ما بين 30 و 45 دقيقة حتى تخرج نتائج السكانير و هنا كم من الوقت ضاع من المريض و عندما ستخرج النتيجة بطبيعة الحال سيتوجب على الطبيب توجيه المريض إلى البيضاء لأنه لا يوجد طبيب كل من الرأس و القلب و المعدة في الحراسة الليلية بالمستشفى و هنا ستعاد نفس العملية توجيه المريض إلى البيضاء إذن كم من الوقت ضاع للمريض و في أغلب الحالات إذا لم يتم إسعاف المصاب في الوقت المناسب وإدخاله للعناية المركزية فبطبيعة الحال سيكون مصيره الموت لا محالة.
و من هنا نعيد طرح سؤالنا في العنوان أعلاه هل هذا السكانير سيكون منفعة للمرضى و الساكنة أم سيكون طريق إلى موت الكثير منهم في غياب العناية المركزة ؟؟